نوتة الشيخ يوسف الصالح: كنز من أسرار العلوم الروحانية القديمة 1983م
في عالمٍ مليءٍ بالأسرار والرموز، تظل بعض الكتب والمخطوطات القديمة مصدراً للدهشة والعجب، خاصة تلك التي حملت في طياتها من المعارف ما عجزت العقول الحديثة عن تفسيره، ومن بينها تبرز “نوتة الشيخ يوسف الصالح”، واحدة من أندر وأقوى النوتات الروحانية التي عُرفت بين أوساط المهتمين بعلوم ما وراء الطبيعة، والسحر الأبيض، والتجارب الماورائية.
تُعرف هذه النوتة بأنها من المكتوم، أي أنها لم تكن متاحة للعامة، بل كانت محفوظة عند خواص الخواص من أهل العلم والسر، تنتقل فقط من شيخ إلى تلميذ، ومن حكيم إلى من يستحقها. ما يميز هذه النوتة أنها لا تحتوي فقط على طلاسم أو عزائم، بل تقدم منهجاً متكاملاً في التعامل مع قوى خفية وطاقات كونية غير مرئية.
محتويات النوتة وأقسامها
تتضمن نوتة الشيخ يوسف الصالح مجموعة من التصاريف والأقسام النادرة، لكل منها تأثير خاص في مجالات متفرقة من الروحانيات، مثل المحبة، الجلب، قضاء الحاجات، كشف الخفايا، والتسخير. ومن أبرز محتويات النوتة:
قسم الملك ميططرون: من أقوى الأقسام، ويقال إن من يقرأه بشروطه يتحصن بطاقة نورانية قوية ويحصل على الهيبة والقبول.
عقد اللسان للمحبة الدائمة وعقد الزاني: تصاريف مخصوصة لضبط النفوس والتأثير في القلوب.
مندل مجرب للزواج: من المجربات المشهورة في حل عقد الزواج المتأخر وجلب النصيب.
فائدة للبيع والشراء: تحتوي على سر من أسرار الجذب الروحاني للترويج والبركة.
قسم العوالم الأرضية والقسم السليماني: تصاريف تتعلق باستحضار الأرواح وكشف المجهول من عوالم متعددة.
الطلاسم والدعوات النورانية
من الجوانب المميزة في هذه النوتة وجود دعوة الجلالة ودعوة القاف، وهي من الأبواب التي تربط القارئ بالقوة العليا وتمنحه صفاءً روحياً وقدرة على التعامل مع العالم الخفي. كما تحتوي على زجر الأرواح، ودعوات المغفرة، وأسماء نورانية تتناغم مع قوى الخير، مثل: “كيفشجمك، كسلع، يعلس، مكلن”.
أسرار النقوش والرموز
لم تغفل النوتة جانب النقوش والطلاسم، بل قدمت أسراراً عن النقش على النحاس الأصفر، والشمع، وطرق الاستحضار عبر المندل أو التلاوة أو الرؤية المنامية. كما ورد فيها خاتم الملك ميططرون، وخاتم البرهوت، ولكل منهما وظيفة محددة في الجلب أو التسخير أو الحماية.
أسماء قدسية وأخرى سرية
وردت في النوتة أسماء يُقال إنها من دائرة الوجود، تمثل مفاتيح لأبواب روحانية مغلقة، منها:
ماهوت، ناهوت، تاهوت، فاهوت
لاكش، سلغي، سطليغ، غفليغ
أج، أهوج، عيلج – وهي أسماء مرتبطة باستنزال الخيرات والفتوحات.
كما تطرقت النوتة إلى أسماء أخرى توصف بأنها أبليسية، لكنها تُذكر لأغراض التهييج والجلب وفق شروط محددة، يتم التعامل معها بحذر شديد وضمن ضوابط صارمة.
بين العلويين والسفليين
من المواضيع النادرة التي تناولتها النوتة هو تسخير العلويين والسفليين معًا، وهو ما يُعد من أسرار “الموازنة الروحية” التي لا يُتقنها إلا القليل. فقد ذُكر فيها أسماء مثل:
روقيائل، ميكائيل، شمهورش، جبرائيل، مره، سمسمائيل
الجن الأحمر، الأبيض، ميمون، هللوخا، كندريوش، شكلياطلخ
وهؤلاء حسب المعتقدات الروحانية، موكلون بمهام خاصة تتعلق بالحماية، الجلب، القهر، والكشف.
مفاتيح الغيوب وسر النور الساطع
يُختتم الكتاب بأبواب سماوية رفيعة مثل:
خزانة عين الكمال
مفتاح جميع أسرار الغيوب
الذات النورانية
الصلاة الكاملة وكون التكوين
وهي مقامات روحية سامية تهدف للتقرب إلى الله تعالى عبر التأمل والتصوف والمعرفة الباطنية.
تصاريف الحروف وأسرار الطبائع
واحدة من أبرز كنوز نوتة الشيخ يوسف الصالح هي ما جاء فيها من تفسير دقيق لأسرار الحروف، حيث يربط بين طبيعة الحرف، وعنصره، وتأثيره في العالمين العلوي والسفلي. فالحروف في هذه النوتة ليست مجرد وسيلة للكتابة، بل هي كائنات نورانية وطاقية تؤدي وظائف محددة، وإذا تم جمعها بترتيب خاص وفق الطبائع (ناري – هوائي – مائي – ترابي)، تُحدث تغييرات ملموسة في الواقع، سواء كان الغرض رزقاً أو هيبة أو محبة أو تسخيراً.
وقد ورد في النوتة:
“من عرف دقائق معارف الحروف، وخواص تركيبها، فقد فُتح له باب من أبواب علوم الخلائق، وإن أسرارها مخزونة لا تُعطى إلا لمن سجد قلبه قبل جسده.”
القسم المحرق للجلب والمحبة
في هذا القسم، توجد عزيمة فريدة لا تُقرأ إلا بعد التهيؤ الكامل الروحي، وتصاحبها أعمال نقش على النحاس أو الورق المصفح بماء الورد والزعفران. يُذكر أن هذا القسم استخدمه البعض لجلب محبوب غائب أو ربط القلوب بالمودة، ولكن مع شرط النية الطاهرة، إذ أن استخدام هذه الأقسام في الشر قد يرتد على صاحبه.
الجلب بالنار والأثر
وردت وصفات عملية تعتمد على الفلفل الحار، والأثر الشخصي (مثل شعر أو قطعة قماش) مع تلاوة أسماء نارية تُحدث تأثيراً في الجهة المستهدفة. وهذا الباب يُعرف باسم:
“الباب الحارق في الجلب السريع” – ويشترط فيه ساعة فلكية محددة وتطهير الروح والجسد بالصيام والمراقبة.
دائرة الوجود والأسماء الكونية
تختتم النوتة بسلسلة فريدة من الأسماء السرية التي يُقال إنها من أسرار تكوين الخلق، وتُستخدم في “دعوة دائرة الوجود”، وهي:
ماهوت: أصل الحياة الخفية
تاهوت: طبقة الأسرار
فاهوت: عالم النفوس
لاكش سلغي سطليغ غفليغ: دائرة الظهور والنفوذ في عوالم المادة والروح
وتُستخدم هذه الأسماء كـ مفاتيح روحية للاتصال بالأرواح النورانية والوصول إلى فتوحات ربانية في الرزق والشفاء والكرامة.
الطلاسم السبعة
واحدة من أقوى أبواب النوتة، وهي طلاسم تُنقش على مواد مختلفة (شمع، نحاس، جلد غزال) وتُستخدم لتليين القلوب القاسية وفتح الأبواب المغلقة في التعاملات اليومية، سواء كانت تجارية، أو شخصية، أو روحانية.
وقد وُصف هذا الباب بأنه:
“سرٌ لا يُفك، وكنزٌ لا يُعطى إلا لمن ارتقى بفكره وقلبه.”
الهيبة والوقار وجلب الملوك
النوتة تُفرد فصولاً خاصة عن اكتساب الهيبة في المجالس، والدخول على السلاطين والحكام برضا وقبول، وذلك عبر تلاوة أقسام معينة قبل اللقاء، ويُفضل فيها استخدام الطيب والمسك مع ذكر دعوة القاف واسم الله الأعظم.
كما يوجد باب خاص بجلب الأغنياء والملوك، يُقرأ بعد طلوع الفجر ومع طالع سعدي في الفلك، ويرتبط بذكر أسماء:
روقيائل – كسفيائيل – شاطيوش – كندريوش
وهي أسماء موكلة بفتح أبواب الرزق من حيث لا يُحتسب.
القسم الأعظم: الصلاة الكاملة وكون التكوين
أسمى ما في النوتة هو الصلاة الكاملة على الذات النورانية، والتي قيل أنها مفتاح البركة في كل الأبواب، وتُستخدم في:
التقرب إلى الله تعالى
جلب الخيرات والكرامات
شفاء الأمراض الروحية والجسدية
الرؤية الصادقة في المنام
فتح البصيرة وتصفية النفس
وهذه الصلاة تسبقها خلوة روحانية، وتمتد على مدار أربعين يوماً لمن أراد بلوغ درجات الكشف والتجلّي.
شروط العمل النوتة:
توضح النوتة شروط الخلوة، وأهمية الطهارة الجسدية والروحية، كيفية جلوس المعزم، طريقة تسكين الخادم والملوك بالخاتم، وأهمية اختيار الحجر الكريم المناسب لكل عمل. كما تشير إلى بخور الأيام، وتحديد الوقت الفلكي الأنسب لتنفيذ الأعمال.
تحذير أخير
نوتة الشيخ يوسف الصالح ليست للتجربة أو العبث، ولا تصلح لمن لا يملك الإذن الروحي أو العلم الشرعي بها. هي تراث روحاني نادر، يُعطى لمن يطلبه بنية الخير والنفع، ويُحرم منه من أراد الضرر أو التحكم في الآخرين. ومن أراد الاستفادة منها، فليطلب الهداية أولاً قبل المعرفة.
خلاصة
نوتة الشيخ يوسف الصالح ليست مجرد مجموعة من الطلاسم أو الأقسام، بل هي كتاب متكامل يجمع بين العلم الروحاني، والخبرة المجربة، والتسخير الموزون. لا يُنصح بتجربتها دون علم أو شيخ عارف، لما فيها من طاقات تتطلب الوعي والنقاء والنية الصافية. وهي مرآة لعلم موروث لا يعرف قدره إلا من طرق أبواب العارفين، وبحث عن الحقيقة في عوالم الغيب والظاهر.
لمزيد من المعلومات قم بزيارة صفحتنا على الفيسبوك
لشراء المزيد من المخطوطات النادرة قم بالتسوق الان او تواصل معنا
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.