نوتة علم النقطة وأسرار علم الرمل

نوتة علم النقطة وأسرار علم الرمل للشيخ محمد بن محمد الحمداني الهاشمي القرشي المتوفي عام 940 م هذا العلم القديم الذي يجمع بين علم الفلك وعلم الحرف. علم الرمل، الذي يعرف أيضًا بعلوم الزناتي أو الجفر، يتميز بدقة توقعاته واستنطاقه للطالع من خلال أشكال تعتمد على النقاط وترتيبها. 

علم الرمل وتاريخه: يعود علم الرمل إلى أصول عريقة، ويقال إن أول من استخدمه بأمر الله هو سيدنا جبريل، وقد نُقل إلى النبي إدريس. الحديث النبوي الذي يشير إلى “كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك” يعزز مكانته كعلم موثوق. انتقل هذا العلم عبر الحضارات، مستخدمًا من قبل شخصيات مثل أفلاطون وأرسطو، إلى أن وُظف من قبل العرب بشكل كبير، واشتهر في بلاد المغرب وتونس عبر علماء مثل الزيناتي

أسس وأسرار علم الرمل: يعتمد علم الرمل على مبدأ النقطة، حيث تتكون الأشكال الأساسية من نقاط موزعة بنظام معين. هذه الأشكال تُسمى “الأمهات” وتُشتق منها باقي الأشكال مثل “البنات” التي تخرج من مزيج الرؤوس والصدور والبطون والأرجل

يتم ترتيب الأشكال ضمن بيوت متعددة تحمل دلالات مختلفة مثل بيت الطالع وبيت العاقبة، ويُستخرج منها الأحكام المتعلقة بالأسئلة الروحانية والشخصية، مثل الزواج والمصير والنجاح في المشاريع​

طريقة العمل بالمخطوطة: يُعمل على استخراج الأشكال من خلال عمليات ضرب للنقاط وفق أسطر معينة، ما يشكل الهيئة الرملية أو التخت. هذه الهيئة تشبه الخريطة الفلكية من حيث تقسيمها إلى بيوت تحمل معانٍ محددة، بدءًا من النفس والحياة وحتى العاقبة

استنتاج: تعتبر مخطوطة “نوتة علم النقطة وأسرار علم الرمل” مرجعًا هامًا للباحثين في علوم الروحانيات، إذ تجمع بين تعاليم قديمة وأساليب عملية دقيقة لتقديم قراءة غنية للطالع والحظ.

التفاصيل العملية والمميزات: علم الرمل يختلف في تعقيده ودقته. يُعرف بتفاصيله الدقيقة في قراءة الماضي والحاضر والمستقبل، مع إمكانية الكشف عن الأقدار والضمائر المخفية. إن الشرط الأساسي لممارسته هو صفاء النية والتركيز، بجانب الالتزام بالشروط المتبعة في “ضرب الرمل”؛ حيث يُخط عدد من النقاط بشكل متتالٍ دون عدها على مدار أسطر معينة، ثم تُجمع الأشكال لاستخراج الأحكام الروحانية. مدى دقة القراءة يعتمد على خبرة الممارس، نقاء روحه، والظروف المحيطة

تأثير علم الرمل وروحانيته: كان يُعتقد أن لهذا العلم قدرة على فتح البصيرة، وكشف الخفايا، وتقديم التفسيرات الغامضة. تتنوع استخداماته من معرفة نتائج الأمور إلى اكتشاف الأسرار الشخصية وتفسير الأحلام. طريقة العمل بهذا العلم ترتكز على الأشكال الرمزية والنقاط الفردية التي تمثل العناصر الأربعة: النار، الهواء، الماء، والتراب، وتُفسر بناءً على مواضعها وتوزيعها

باختصار، مخطوطة “نوتة علم النقطة وأسرار علم الرمل” للشيخ محمد الهاشمي القرشي تمثل إرثًا في علوم الروحانيات والفلك، حيث تتشابك المعارف الرياضية والفلكية لتكوين منهج علمي وروحاني عميق. يعدّ هذا العلم من أكثر المجالات تعقيدًا وتطلبًا، نظرًا لاعتماده على دقة العمل وعمق الفهم الروحاني