أسرار المعزمين في السحر والتنجيم لابن سينا (415 هـ)
أسرار المعزمين في السحر والتنجيم في عمق التاريخ الروحاني وعبر صفحات الزمن، تُطل علينا إحدى أندر وأقوى المخطوطات التي لا تزال تثير فضول الباحثين والمهتمين بعلوم الغيب والفلك والسحر المشروع وعلوم ما وراء الطبيعة. إنها مخطوطة “أسرار المعزمين في السحر والتنجيم”، المنسوبة للعالم الكبير ابن سينا، والتي يعود تاريخها إلى سنة 415 هـ، وتُعدُّ من المخطوطات المكنونة التي احتفظت بمكانتها في المكتبات السرية لفترات طويلة.
مكانة المخطوطة في التراث الروحاني
تُعد هذه المخطوطة من أعمدة التراث الروحاني في العالم الإسلامي، فقد تميزت بتفردها في طرح المجربات والطلاسم وفق قواعد علمية دقيقة كما وُثقت في زمانها، ولم تكن مجرد طلاسم عشوائية، بل بُنيت على مبادئ الفلك، والروحانيات، والرموز، وطاقة الحروف، مما جعلها مرجعًا روحيًا وسريًا للمهتمين بهذا العلم.
وقد ورد في هذه المخطوطة مجموعة من الأبواب والخواص الروحانية التي تعكس عمق التجربة الصوفية والفلسفية التي خاضها ابن سينا في هذا الميدان، ومن هذه الأبواب ما يمكن النظر إليه من منظور نفسي وطاقي، بعيدًا عن الشعوذة أو الاستخدامات غير الأخلاقية.
محتوى المخطوطة وأهم أبوابها
تتضمن المخطوطة أكثر من خمسين بابًا، من أبرزها:
تصاريف الطلاسم: استخدامات رمزية متوازنة لطاقة الحروف والكلمات.
جلب السحر من أماكن بعيدة: في إطار فك التأثيرات الطاقية السلبية.
مِندل المرآة: من أشهر الطرق في التأمل البصري للوصول إلى الرسائل الكونية.
عقد اللسان وقضاء الحوائج: أذكار وتواكيل روحانية لتيسير الأمور.
تحضير الخادم الروحاني في دقائق: بوابة لفهم علم الخُدّام في المدارس الروحية القديمة.
حرز الجلالة وحرز البيع والبركة: آيات وأدعية مجربة لجلب الخير والرزق.
فك المربوط وتبطيل الأسحار: طقوس طهارة ونقاء للتخلص من الطاقات السلبية.
خدمة الملك روجان والملك خربط: أسماء قد تُرمز إلى رموز فلكية أو طاقات سماوية.
دعوات كشف الحجاب ورؤية الجان: تمارين تأملية لفتح البصيرة والكشف الروحي.
حجاب الملائكة وباب الانتقام من الأعداء: دعوات وخواص قوية لتحصين النفس.
فوائد اسماء التهاطيل وطلاسم الكفكفية: استخدامات للحروف النورانية في الشفاء والطرد.
أبواب إضافية في المخطوطة تعكس عمقها الروحي
من بين الأمور اللافتة في مخطوطة “أسرار المعزمين في السحر والتنجيم” تلك الخواص التي تم تدوينها بعناية، والتي تبين مدى إلمام المؤلف بجوانب متعددة من التنجيم وخواص المواد والأسماء والطلاسم. فالمخطوطة لا تقف عند الطقوس أو التعاويذ، بل تقدم فهماً متقدماً في علم الحروف، والتوازن الطاقي، وأثر العناصر الكونية على الإنسان.
ومن بين الفوائد والخواص التي ذكرت في المخطوطة:
استخدام الطلاسم على رغيف خبز: وُصفت كوسيلة رمزية لإيصال نية الحب والمحبة، لاستخدامها في جلب القلوب وتليين الطباع.
دعوة اسماء القمر الكبرى: يُعتقد أنها ذات علاقة بالتوازن الطاقي مع أطوار القمر، مما يساعد في التأمل والتحصين.
حجاب عقد الرصاص والبارود والحديد: ذكر ضمن حماية الممتلكات والتحصين من السحر السفلي.
وصفات علاجية مجربة: مثل علاج التهابات المسالك البولية، وطرد الرياح الباطنية، وعلاج الروماتيزم، وشفاء المجنون والمخبول، وهي أقرب إلى وصفات شعبية روحية تعتمد على الأعشاب والرقى الشرعية.
الأسرار العرفانية والرموز النورانية
في الجزء الأخير من المخطوطة، يظهر ما يُعرف بـ “الأسرار العرفانية”، وهي مجموعة تأملات ودعوات خاصة بالمريدين والمتعمقين في علم الروح. وتأتي هذه النصوص محاطة بالرموز، حيث تستخدم الأحرف النورانية كوسيلة للاتصال بالطاقات العلوية والتأمل في أسماء الله الحسنى، مع التأكيد على أهمية النية، والتطهر، والصفاء الداخلي.
ومن أبرز ما ورد:
نقوش الخواتم لقضاء الحوائج.
آيات الشفاء وخواتمها المجربة.
دعوة التيجان الصحيحة لتحصين النفس.
كنز من كنوز اسم الله الأعظم، الذي لا يُكشف إلا للمخلصين في نيتهم وعملهم.
المخطوطة بين العلم والإيمان
من المهم عند الحديث عن هذه المخطوطة أن نُفرق بين الممارسات السليمة المبنية على النية الطيبة، وبين الاستخدامات الضارة التي تخالف جوهر الروحانيات. فالمخطوطة، كما يذكر علماء الفلك والروح، تحتوي على علم يحتاج إلى تقوى وفهم عميق. وقد قال ابن سينا نفسه: “العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك”.
ومن هذا المنطلق، فإن استخدام ما ورد فيها يجب أن يكون بهدف الشفاء، وفتح أبواب الخير، وتحقيق السكينة، لا للسيطرة أو الإضرار بالآخرين، كما يحذر كثير من المتخصصين في علم الطاقة الروحانية.
قيمة تراثية وعلمية لا تُقدّر بثمن
اليوم، يحتفظ متجرنا بنسخة رقمية نادرة من هذه المخطوطة، وتمت مراجعتها بعناية من متخصصين في التراث والفلك الروحي. ونوفرها ضمن إطار علمي وبحثي لمن يرغب في فهم هذا الجانب من تراثنا بتأمل، ومسؤولية.
فالمخطوطة ليست مجرد سطور مكتوبة بالحبر، بل هي شيفرة تاريخية لماضٍ غني بالأسرار، وتُعد بمثابة نافذة فكرية على حضارة روحية سبقت زمانها.
تنبيه مهم
نعرض هذه المخطوطة للغايات البحثية والعلمية فقط، ولا نشجع على أي استخدامات تخالف الأخلاق أو القوانين. إنما هي مرآة لتراث علمي روحاني يجب التعامل معه بعقلٍ مفتوحٍ وقلبٍ نقي.
رسالة ختامية من روح المخطوطة
يُختم الكتاب بجملة من التأملات والملاحظات التي تعكس الفهم الصوفي لابن سينا تجاه الكون والإنسان، حيث يؤكد أن “من عرف نفسه، فقد عرف ربه”، وأن الطاقة التي تتحرك في الكون لا تكون إلا بإذن، وأن العلم لا يُعطى لمن لم يُزكّ نفسه من أهواء النفس والغرور.
ويظهر في ذلك دعوة ضمنية لكل من يقرأ المخطوطة أن يسلك طريق النور، والحكمة، والتجرد من الأذى، وأن يكون الهدف من العلم هو البناء لا الهدم، والشفاء لا الضرر، والهداية لا التحكم.
خاتمة: بين الغموض والمعرفة
مخطوطة “أسرار المعزمين في السحر والتنجيم” تمثل حالة فريدة في تاريخ التراث العربي والإسلامي، فهي ليست فقط مرجعًا في علوم الروح، بل أيضًا نافذة لفهم طبيعة العلاقة بين الإنسان والطاقة الكونية.
هي مفتاح لمن يحسن استخدامه… وكنز لمن يطلب العلم بإخلاص.
نوفر هذه المخطوطة للدارسين والباحثين بإطار قانوني وأخلاقي، وهي متاحة على متجرنا بصيغة رقمية، مع تعليقات وإيضاحات حديثة لمساعدتكم على الفهم والاستيعاب.
تنويه هام: لا يجوز استخدام محتوى المخطوطة بأي صورة تضر النفس أو الغير، ولا تشكل دعوة لأي ممارسة غير شرعية أو غير قانونية، وإنما هي وثيقة تراثية ذات طابع علمي وأكاديمي بحت.
لمزيد من المعلومات قم بزيارة صفحتنا على الفيسبوك
لشراء المزيد من المخطوطات النادرة قم بالتسوق الان او تواصل معنا
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.