الأحرف السحرية

الأحرف السحرية وعلم الأوفاق والبسط والتكسير في السحر والروحانيات

الأحرف السحرية تعد من أقدم العلوم المرتبطة بالسحر والروحانيات، حيث يعتقد الممارسون أن الحروف تمتلك طاقات غيبية تؤثر على الكون والإنسان. ينتمي علم الأحرف إلى مجالات العلوم الباطنية، وقد اشتهر في التراث الإسلامي والعالمي من خلال تطبيقات مثل علم الأوفاق والبسط والتكسير.

علم الأوفاق هو أحد أبرز فروع الأحرف السحرية، ويقوم على ترتيب الحروف والأرقام في جداول هندسية تُعرف بـ”الأوفاق”. يُعتقد أن هذه الجداول تحوي أسراراً روحانية قادرة على تحقيق الأهداف، مثل الحماية من الشرور أو جلب الخير والرزق. يعتمد هذا العلم على التناسق العددي بين الأرقام والحروف وفق قواعد رياضية دقيقة، وغالباً ما يكون مصحوباً بالعزائم والأذكار التي تعزز تأثيره.

أما علم البسط والتكسير فهو طريقة لتفكيك الكلمات أو النصوص إلى حروفها الأصلية، ومن ثم إعادة ترتيبها للوصول إلى معاني خفية أو تشكيل عزائم روحانية. يُستخدم هذا العلم لتفسير النصوص الغامضة أو استنباط أسرار غيبية. يعتقد الممارسون أن لكل حرف طاقة معينة، وعند دمجها أو فصلها يمكن التحكم في هذه الطاقات.

في الروحانيات، يعتقد أن الأحرف السحرية تربط بين العالمين المادي والروحاني، حيث تُستخدم كأدوات للتواصل مع القوى الغيبية. تتجلى هذه الأفكار في كتابات مثل “شمس المعارف الكبرى” الذي تناول كيفية استخدام الحروف والأوفاق في العزائم والطلاسم.

ومع ذلك، يظل هذا العلم مثيراً للجدل، حيث يرى البعض أنه مجرد تراث ثقافي رمزي، بينما يعتبره آخرون علماً روحانياً عميقاً. ورغم الجدل، لا يمكن إنكار أن الأحرف السحرية وعلم الأوفاق والبسط والتكسير قد لعبت دوراً مهماً في فهم العلاقة بين الإنسان والكون في التراث الروحي.

في النهاية، سواء كان ينظر إليه كعلم أو فن، فإن الأحرف السحرية تظل جزءاً من الموروث الثقافي الذي يثير الفضول حول الطاقة الكامنة في الحروف وعلاقتها بالغيب.

Scroll to Top